Posts

مشروع الثالثة والعشرون (23) - ماذا يعني أن تتكب؟

Image
  ماذا يعني أن تتكب؟ أن تكتب يعني الا تعيش فعليًا و تعيش الاف المرات!   أن تكتب يعني الا تعيش فعليًا لأنك تعيش علي الأوراق في العوالم التي تتخيلها ، في العوالم التي كنت تتمني المرور بها ولكنك أجبن من أن تكون فيها في الواقع فتكتب عنها و كأنك جزء منها. أن تكتب يعني أنك تعيش الذكري الف مرة لانك لا تعيشها في الواقع فقط ولكنك تعيشها الاف المرات علي الأوراق، تكتب ما حدث، و و تتخيل ماذا كان من الممكن أن يحدث لو غيرت جملتك السادسة في الحوار وماذا كان من الممكن أن يتغير لو الطرف الماثل أمامك أتخذ رد فعل اخر. تكتب ما حدث مرارًا و تكرارًا حتي تسأم أنت القصة داخلك. حتي تموت القصة بالفعل بروحك. وهذا أجمل ما في الكتابة و اقبح ما فيها، فانت تعيش بينما تكتب و تنسي كل شيء بعد أن تكتب و كأن الكتابة تنظف روحك التي حملت الكثير و كأن شيئًا لم يكن فتعود بقلب طفل لم يدنسه الاخرون ولا حتي أفعاله السابقة، تعود خفيفًا كما جئت الى الدنيا. الكتابة هي الفعل الذي أخرج الصوت المكتوم داخلي حينما ما كان هناك من يسمعني، الكتابة هي الفعل الذي قمت به حين اردت لواقع داخل عقلي أن يتحقق و أنا طفلة لم تكم...

مشروع الثالثة والعشرون - (22) أن تبدأ من جديد

Image
  أن تبدأ من جديد هل زارتك فكرة أن تهرب وتترك كل شيء وتبدأ من جديد في مكان آخر لا يعرفك فيه أحد؟ في الثامنة من عمري بدأت أفكر في هذا الأمر، ولا أعلم السبب على وجه التحديد، لكن ربما لأني لم أكن أحب الانصياع إلى الأوامر التي لا أفهم سببها. اطلب مني أي أمر، لكن قل لي ما سبب هذا الأمر، ناقشني، لا تعاملني كأني بلا عقل. هذه الغلطة التي يقع فيها الآباء مع أبنائهم الذين تتملكهم الأسئلة والاستفسارات حول كل شيء وأي شيء، فيتوقفون عن الإجابة ويبدأون بالأوامر. وهذا الطريق لا يؤدي بالطفل إلا إلى ازدياد العناد والفضول، ليبدأ البحث عن إجاباته في أماكن مختلفة، لا يهم أين تقع هذه الأماكن، ولو كانت على كوكب آخر. المهم هو البدء من جديد، وغالبًا لا يحدث هذا إلا بالهرب من الماضي، بمن فيهم الأهل الذين أبوا فضولك، والأرض التي لم تفهمك. الهرب، تلك الفكرة التي كانت محور العديد من الروايات، القصص، والأفلام. يهرب الأبطال ليبدأوا من جديد، اختفاء مفاجئ من مكان اعتادهم بشدة، حتى إن وجودهم صار مثل كرسي قديم لا يضر ولا ينفع في شيء؛ فكان الهرب هو الحل لأنهم ليسوا قطع أثاث لا تستطيع التحرك، بل بشر تنقصهم عزيمة ال...

مشروع الثالثة والعشرون - (21) أضعتُ ذاتي

Image
  أضعتُ ذاتي أؤمن أن العلاقات وُجدت لتنير الإنسان، لتجعله يستطيع تحمُّل الحياة، وتمنحه النضج، وتُبقي قلبه حيًا. لكنني دائمًا ما وجدت العلاقات صعبة للغاية. لا أفهمها، لا أفهم دخول الإنسان في الكثير من العلاقات المُرهقة، لا أفهم لماذا يتوقف الطرفان عن الحياة حينما يجد كلٌّ منهما الآخر، لتبدأ حياتهما بالدوران في فلكٍ مغلق يخصهما وحدهما، الأمر الذي يجعل العلاقات تنتهي نهايةً تعيسة، أو لا تنتهي على الإطلاق، فتبقى تُعذِّب أصحابها، أو على الأقل تُرهق أحد أطرافها. ليتساءل الإنسان بعدها:لماذا كل هذا؟ لا أحد يفهم لماذا كان كل ذلك. هل ليتألّم القلب؟ أم ليتعذّب العقل وتتيه الروح؟ أم أن الإنسان بحاجة إلى بعض الألم والتشتّت حتى يُدرك طريقه الحق؟ هل العلاقات تُعطِّل الإنسان عن حياته؟ هل تُرهقه؟ أم أن هذا يعني أنك في العلاقة الخاطئة؟ خلقتُ تعريفًا داخل رأسي عن العلاقات الصحية ، وهو: العلاقة الصحية هي التي تجعلك في حالٍ أفضل، تجعلك تتطوّر، تُحب الحياة أكثر، وتكون نفسك. تجعلك تُحب دون ألم، وتعطي دون ندم، حتى لو لم تكتمل العلاقة في النهاية. ولكن حين يأتي أحدهم، تنهار كل التعريفات. تنهار... فتنها...

مشروع الثالثة والعشرون - (20) حين رأيتك

Image
  حين رأيتك حين رأيتك تلامس أكتافها وتحتضن يدها بكل حب... أدركت أني لستُ وطنك. لم أفهم الحب منذ طفولتي. لم أولد في بيتٍ أساسه الحب، ولم يكن لي أصدقاء في طفولتي، لكنني قرأت عنه كثيرًا. علاقتي به لم تتعدَّ الأوراق التي قرأتها والمشاهد التي رأيتها. أما قلبي، فلا أعتقد أنه قد أحب. وما هو الحب من الأساس؟ حقًا لا أعرف. ما هو الحب؟ كيف تعلم أنك تحب؟ أجبني، حتى لو أني لن أسمع إجابتك... لكن كيف؟ كيف تعرف أنك تحب؟ كيف تجزم بحبك؟ كيف تستطيع أن تقول بصوتٍ عالٍ: "نعم، أنا أحبك!" عشتُ سنواتٍ طويلة أقدم نصائح لأصدقائي العاشقين، أخبرهم كيف يتعاملون مع من يحبونهم. كنت الحكيمة بينهم، ومع ذلك لم أدرك معنى الحب. فقط أفهمه نظريًا، أما عن ذلك الشعور الذي يلامس القلب، فلا أعرفه... لكني أعتقد أني فهمته حين قابلتك. لم أفهم ما الذي يجذبني إليك، ما الذي يجعلني أراك وحدك، وكأن لا أحد سواك في المكان، مهما كان عدد الحاضرين. صوتك الهادئ يجعلني أطمئن، وكأن كل شيء سيكون على ما يرام. أنت وحدك واثقٌ من نفسك، ووسط الجميع لا تهتز. شيء ما يجذبني لك، يجعلني ألتفت إليك، أنظر لك من وقتٍ لآخر. بإختصارأحب أن أراك....

مشروع الثالثة والعشرون - (19) مكاني الآمن

Image
مكاني الآمن المكان الآمن ليس مجرد مكان، بل روحٌ تسكن في شخصٍ ما... تعرفه. دعني أسألك أولًا: هل لديك مساحتك الآمنة، التي تجعلك تشعر وكأنّه لن يصيبك أي مكروه، وأنك حرّ تمامًا في أن تكون نفسك، دون أي نقد أو خوف؟ أنت في سلامٍ طالما أنك مع شخصك وفي مكانك الآمن. لكن، ماذا لو انقلبت مساحة السلام إلى أرض حرب؟ نقابل العديد من البشر في الحياة، لكن قليلين فقط هم الذين نستطيع قضاء الوقت معهم باستمتاعٍ وراحة. وشخصٌ واحدٌ فقط هو من نشعر بأننا نستطيع اللجوء إليه في أي وقت، نشاركه كل ما يدور في أذهاننا كما هو، دون خوف، ونحن على يقين بأننا سنجد عنده ما نريد. أو ربما مجرد وجوده سيمنحنا الراحة، سيجعلنا نشعر بالسكون. كنت أعتقد أن المحظوظين هم من يجدون هذا الشخص، لكنني أدركت بعد ذلك أن المحظوظين بحق هم من يجدون مسكنهم الآمن ويستمر في كونه مسكنهم الآمن... أما من يجدونه ثم يفقدونه، فهم الملعونون! نعم، أنا من هؤلاء الملعونين. أولئك الذين أصابهم الحظ، ثم خانهم، وأدار ظهره لهم ليأخذهم في الاتجاه المعاكس، ليقتلعهم من أماكنهم، وكأنهم يسبحون عكس التيار، يعافرون... لكن بلا جدوى. كما تبدأ الأشياء من حيث لا تدري، تنت...

مشروع الثالثة والعشرون - (18) هززت تصالحي مع ذاتي

Image
هززتُ تصالحي مع ذاتي هل هزّ أحدهم تصالحك مع ذاتك ثم رحل؟ في خيالي، ينقسم العالم إلى ثلاثة أجزاء: الأول، هؤلاء الذين وُلدوا دون أن يبالوا بأي شيء في الحياة، يعيشون في سلام دائم، عقولهم هادئة، وقلوبهم في نعيم. الجزء الثاني، أولئك الذين يحاربون طوال الوقت—يحاربون الآخرين، يحاربون ذواتهم، نسخهم القديمة والقادمة، حتى في عقولهم وهم وحدهم، لم يمروا بسلام قط. أما الجزء الثالث، فهم الذين يحاربون أحيانًا، ثم يستسلمون للحياة حينًا آخر، فيعمهم السلام. إنهم بين الاثنين، لم يُولدوا بسلامٍ فطري، لكنهم يسعون إليه كل يوم، لأنهم يعلمون جيدًا أن الحروب غير مجدية، خاصةً إن كانت مع أنفسهم. ففي نهاية اليوم، وفي كل وقت، لا تملك سوى نفسك. فإن حاربت نفسك، من يبقى لك؟ من سيظل إلى جانبك غير ذاتك؟ أنتمي أنا إلى الفئة الثالثة من البشر. وُلدتُ مع الحروب، أو ربما صُنعت داخلي، لا أعلم. لا أهتم طوال الوقت، لكنها موجودة، وعليّ أن أعترف بذلك، حتى وإن كنت لا أحب هذا، ولم أكن أريد أن أنتمي إلى تلك الحروب. أدركتُ مبكرًا أنني لا أملك غير ذاتي، فحتى إن أجبرتني الحياة على القتال، عليّ ألّا أحارب نفسي. فالوحدة رفيقتي منذ صغري،...

مشروع الثالثة والعشرون - (17) كن صديقي

Image
  كن صديقي إن أردت أن تكون معي العمر بأكمله، فلتكن صديقي. من الذي يبقى في هذا العالم لك؟ أبواك؟ إخوتك؟ أم أصدقاؤك؟ إجابتي دائمًا تكون الثالثة، فقد عنيت كثيرًا لأصدقائي، أراهم الظهر الذي اخترته لذاتي، على عكس الأهل، فهم الظهر الإجباري الذي لا يمكنك تغييره. الأصدقاء تختارهم، لروحهم التي تشبهك، للتشابه بينكم، وللأوقات السعيدة، وحتى للحزن الذي تتشاركه معهم. تختارهم لأجل لا شيء سوى أنك تحبهم حقًا ووجدت الراحة في قربهم، فأنت عونهم وهم سندك. لكن عندما نكبر، تحدث مشكلة كبرى في الصداقة بين الجنسين، فيصبح الفاصل بين الصديق والحبيب ضعيفًا، فتبدأ بالتوهان، والدوران في دوائر مفرغة، هل أحب هذا الشخص، أم أنني فقط بحاجة إلى صديق مقرب يفعل القليل مما يفعله الحبيب؟ في آخر سنوات الجامعة، قابلت شابًا يكبرني بخمس سنوات في العمل. في أول مرة تقابلنا فيها، بدت اهتماماتنا متقاربة جدًا، نحب السفر بصحبة أنفسنا، قراءة كتب علم النفس، النظر من الشُرفات لأوقات طويلة دون ملل، الانعزال في البيت لأيام، والخروج عن المألوف في كل التفاصيل. نختار الأماكن الخالية، والأوقات المبكرة جدًا أو المتأخرة جدًا للتسكع. تسكعنا لب...