مشروع الثالثة والعشرون - (21) أضعتُ ذاتي

أضعتُ ذاتي أؤمن أن العلاقات وُجدت لتنير الإنسان، لتجعله يستطيع تحمُّل الحياة، وتمنحه النضج، وتُبقي قلبه حيًا. لكنني دائمًا ما وجدت العلاقات صعبة للغاية. لا أفهمها، لا أفهم دخول الإنسان في الكثير من العلاقات المُرهقة، لا أفهم لماذا يتوقف الطرفان عن الحياة حينما يجد كلٌّ منهما الآخر، لتبدأ حياتهما بالدوران في فلكٍ مغلق يخصهما وحدهما، الأمر الذي يجعل العلاقات تنتهي نهايةً تعيسة، أو لا تنتهي على الإطلاق، فتبقى تُعذِّب أصحابها، أو على الأقل تُرهق أحد أطرافها. ليتساءل الإنسان بعدها:لماذا كل هذا؟ لا أحد يفهم لماذا كان كل ذلك. هل ليتألّم القلب؟ أم ليتعذّب العقل وتتيه الروح؟ أم أن الإنسان بحاجة إلى بعض الألم والتشتّت حتى يُدرك طريقه الحق؟ هل العلاقات تُعطِّل الإنسان عن حياته؟ هل تُرهقه؟ أم أن هذا يعني أنك في العلاقة الخاطئة؟ خلقتُ تعريفًا داخل رأسي عن العلاقات الصحية ، وهو: العلاقة الصحية هي التي تجعلك في حالٍ أفضل، تجعلك تتطوّر، تُحب الحياة أكثر، وتكون نفسك. تجعلك تُحب دون ألم، وتعطي دون ندم، حتى لو لم تكتمل العلاقة في النهاية. ولكن حين يأتي أحدهم، تنهار كل التعريفات. تنهار... فتنها...