مشروع الثالثة والعشرون - (13) أرتدي الأحلام

 


أرتدي الأحلام
أنا أحمل الأحلام، والأحلام وحدها ما أحمل!


ما هي الأحلام بالنسبة لك؟ عرفني بالأحلام من قاموسك.

أيًّا كان تعريفك للأحلام، فأنا أحترمه. والآن حان دوري لأشاركك مفهومي عن الأحلام، حتى تفهم ما أكتب عن قرب.
الأحلام هي الدافع للعيش وليست وهمًا كما يزعم البعض.
في وقت ما أدركنا الفرق بين الحلم والهدف: الحلم شيء تريد الوصول إليه، لكنك لا تفعل أي شيء لتحقيقه، أما الهدف فهو شيء تسعى إليه بكل جهدك كل يوم. فقالوا: "توقف عن الحلم وابدأ بوضع الأهداف". لكنهم أخطأوا.

للحلم مكانته التي لا يستطيع أحد انتزاعها. كم مرة وأنت صغير، سرحت بخيالك لتتخيل ما تريده أن يتحقق لك: أن تكون مشهورًا يعرفك الجميع، أن تكون الأول، أن تطير مثل طير حر في السماء، أو أن تختفي بمجرد ارتدائك لطاقية الإخفاء.
كل هذه أحلام.. بعضها قابل للتحقق وبعضها لا، لكن في النهاية، الحلم هو الفعل الأول الذي يحرك الإنسان نحو ما يريده حقًا، دون الخضوع لإرادة الآخرين. لا أحد يستطيع أن يقف بينك وبين حلمك الذي يتجول في خيالك.
أعترف بأن الهدف أكثر واقعية من الحلم، لكن الإنسان ليس في حاجة للواقع في بعض الأحيان، بل للخيال الحر الذي لا يقيد الإنسان بأي اتجاه. فالأسوار عائق جسدي، والفكر المحدود قاتل لا يعطي للمرء أي طوق للنجاة، بل قد يجعله يقرر الموت في مكانه. لذلك أفضل الأحلام ألف مرة على الأهداف.

كفتاة تسعى للحرية منذ صغرها وحتى قبل أن تتم عامها العاشر، أكره الأوامر، أكره الأنشطة التقليدية التي تفرض علينا القواعد، أكره القواعد بحد ذاتها، أكره الأسوار، أكره المجاملات التي لا تمنحك حرية الرد كما تريد. أكره الزواج كفكرة تلزمك بإطار اجتماعي، تعيق كونك على سجيتك، وتلزمك بالتصرف وفق عادات وتقاليد لا أتفق معها.
وأخيرًا، أكره الخواتم التي تلتف حول الأصابع، الأساور والسلاسل التي تلتف حول الرقبة. أكره الساعات بالمثل، لأنها تخنقني. لكن الوقت هو الإطار الوحيد الذي لم أستطع الهروب منه. وكلما هربت من شيء، انتقم مني وجعلني أضيع عمري وأنا مغيبة. فلا أتوقف عن ارتداء الساعات إلا في أيام إجازاتي، وفي أيام أخرى أتمرد فيها على العالم بكل أبعاده!
لكنني، وعلى الرغم من كل ذلك، اكتشفت أن الشيء الوحيد الذي أقبل أن أرتديه ولا يخنقني هو الأحلام!

أن أتبع روتينًا لفترات طويلة من أجل تحقيق حلم ما، وأن ألتزم بقواعد لفترة زمنية وجيزة أو طويلة، أمر لا أكرهه طالما كان في سبيل تحقيق ما في خيالي. يبدو الأمر وكأن به تناقضًا، لكن حينما تعرف لماذا تفعل هذا وتتجنب ذاك، تستطيع حينها أن تفعل ما تكره بحب حتى تصل إلى غايتك.
وحدها الأحلام يمكنها أن ترسم طريقي، أن ترشدني، أن تعتنقني دون أن أكرهها. يمكنني أن أرتدي الحلم، كما الآن.. أرتدي سلسلة اقتنيتها من بلد كنت أحلم بزيارته منذ زمن طويل دون أن أحس بالضيق. فارتداء هذه السلسلة يذكرني بالحلم، وأن الأحلام قابلة للتحقق. ففي الحقيقة، هذه الحلية لا تعيقني بقدر ما تمنحني حرية الفكر لأحلم مجددًا وتعلمني ألا أتوقف عن الحلم. لذلك من فترة إلى أخرى تراني أرتدي حلمًا مختلفًا، حلمًا جديدًا ضممته إلى قائمة الأحلام التي تم تحقيقها.
فأنا أؤمن بالحلم من أجل الحياة الحرة التي دائمًا أسعى إليها كل يوم.

Comments

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete

  2. حلمي و هدفي في بعض الاوقات يكونوا شيء واحد ولكن هدفي يكون نسخة اصغر من حلمي حتى يكون واقعي اكتر, لكن الحلم هو ما يعطيني الأمل والقوة للأستمرار بالحياة بينما الهدف هو ما سيكون واقعي عند الوصول وسأكون ممتن وراضي حينها ولكن حلمي الأكبر هو ما اوصلني هناك و سيظل بعدها يعيش داخلي ويدفعني لأكمل الحياة

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

مشروع الثالثة والعشرون - (15) أعرفه ولا أعرفه!

مشروع الثالثة والعشرون - (14) الغير مناسب في الوقت المناسب

مشروع الثالثة والعشرون - (9) أحلام شريف العشرينية