Posts

Showing posts from July, 2024

مشروع الثالثة والعشرون - (11) هروب إضطراري

Image
هروب اضطراري تشكل المجتمعات علينا ضغطًا كبيرًا فنهرب منها.. وإليها !   الهجرة، ذلك الحل السحري الذي نسمع عنه منذ نعومة أظافرنا والذي لم نفهمه. لماذا يريد الكبار أن يتركوا الأصدقاء، الأهل، الشوارع التي يحفظونها، الوجوه التي يعرفونها، والذكريات والأرض التي تعلموا فيها كيف يحلموا؟ كيف لهم أن يتركوا كل ذلك ويبتعدوا؟ حين كنت صغيرة، كنت أجد أن السفر متعة ولا زلت، أما عن الهجرة ففيها قسوة كبيرة تجاه الأرض والوطن. وما الوطن؟ طبقًا للطفولة، هو الأرض التي تولد عليها وأحيانًا الأرض التي وُلد عليها أبوك. وأيًا ما كان التعريف، كيف تترك الأرض هكذا التي حملت فيها أحلامك وآمالك، أصدقائك وذكرياتك، أهلك وكل ما اعتدته؟ كنت في الحقيقة أتعجب كثيرًا خاصة إذا هاجر الشخص لخمس أو عشر سنوات من دون النزول إلى أرضه حتى يحصل على الجنسية، لهذه الدرجة هناك من لا يشتاق إلى أرضه أو من يتخلى؟ حتى علمت بأحدهم أنه تخلى عن جنسيته بشكل عام فهو لم يعد يهتم لشأن أرضه على الإطلاق.. كيف.. لا أعلم . تمر السنين، وأتم ربع قرن في هذا البلد، وطني.. مصر والتي تدهورت فيها الأوضاع كثيرًا، والمستقبل لا يبشر بالخير على ا...

مشروع الثالثة والعشرون - (10) اقتربوا أكثر مما يلزم

Image
  اقتربوا أكثر مما يلزم . الاقتراب يضر.. الاقتراب كالسُم يقتل ببطء .   هل حدث أن اقترب منك أحدهم إلى الحد الذي جعلك لا تستطيع تمييز اختياراتك عن اختياراته بسبب أنك أصبحت تشبهه لحد مرعب؟ هل حدث وشاركك أحدهم تفاصيل حياتك إلى حد جعلك ترى كل الأشياء حولك وعليها تعليقاته؟ هل حدث وشاركك أحدهم خبايا روحك، مخاوفك، فرحك، آلامك، وشاركت أنت في نفسك حتى بت غريبًا عنك تحتاج العون منه كي يرشدك في كونك أنت؟ أعتقد أننا جميعًا اقتربنا أكثر مما يلزم على الأقل مرة واحدة في حياتنا.. أو تركنا الآخرين يقتربون.. النتيجة أن في النهاية القرب حدث . يقولون إن الاتحاد قوة، أن تتحد أنت وأي شخص قوة، أعترف أن هذه حقيقة، ولكن الفرق بين الاتحاد والتوغل كبير، كبير حد الدمار الداخلي للذات، عليك حين تتحد مع أحدهم أن تنتبه لهذه الخطوة وإلا تم تدميرك. لا أعلم حقًا إذا كنت أنت المدمر، أم أنك الذي تم إفساد حياته أم أنك الاثنين معًا ! أعترف أنه تم تدميري أو ربما أنا من سمحت للدمار أن يحدث، كما قلت لك لا يهم من أحدث الدمار، ما يهم أن الدمار قد حدث بالفعل . يقولون إن الارتباط الوثيق يحدث بين الرجل والمرأة فقط، لماذا لم...

مشروع الثالثة والعشرون - (9) أحلام شريف العشرينية

Image
أحلام شريف العشرينية الروح الجميلة التي لم يستطع أي شخص إنقاذها أو أي شيء إشعالها! ربيع العمر هو العشرينات.. كما زعموا. لم تتوقف السينما والأهالي عن رسم صورة عظيمة لهذه المرحلة العمرية، وكأن العالم كله يفتح لنا ذراعيه ويقدم لنا كل ملذات الحياة ويحقق لنا أحلام الطفولة الساذجة التي كانت كل ما نملك، وعلى الأرجح هي كل ما نملك إلى الآن لأن الأحلام باتت مستحيلة!  في هذا الوقت، سنكون في الكلية التي اخترناها بإرادتنا الحرة، دون تدخل من أهلينا أو تحكم مجموع أو أي عوامل أخرى، الاختيار لنا بالطبع. سنذهب إلى الجامعة بسيارة أحلامنا ونقضي الوقت مع أصدقائنا الذين نحبهم ويحبوننا. سنضحك كثيرًا، ولا مكان للبكاء. يمكن أن نفتح مشروعًا صغيرًا معًا أو نعمل لنسلي أوقات فراغنا لا لجلب المال، فهذا لا يعنينا. ربما نحب ونسعد بمن ومع من نحب.. ربما تكتمل قصتنا وربما لا، ولكن الأكيد أننا سنعيش كما خططنا. سيكون لكل منا شركته وبيته وستكون جميع الأحلام من نصيبنا. الحياة لنا. هذه هي الكذبة التي كرروها، فصدقنا بكل ما نحمل من آمال وسذاجة لنصطدم بالواقع المرير وبالزمن الذي يقتل الأحلام في الأرحام. نعم، اخترنا الأفضل س...

مشروع الثالثة والعشرون - (8) الرجل الأسود

Image
الرجل الأسود هل التقيت يومًا شخصًا شعرت أنه أنت في الجنس المعاكس لك؟ هل حدث وأن قابلت شخصًا من جنسك المعاكس وشعرت وكأنك تعرفه منذ زمن طويل أو كأنكما الشخص ذاته؟ يُحكى في بلاد الإغريق القديمة وطبقًا للأساطير، أن الإنسان بدأ يتمرد على الآلهة، ولم يدرِ ما الذي تقدمه له الآلهة، فلماذا لا يكون هو الإله؟ وصل هذا الحديث للآلهة الكبار وعلى رأسهم زيوس، كبيرهم، فبدأ يفكر كيف يجعل الإنسان خاضعًا له دون أن يحاول أن يأخذ مكان الآلهة في ذلك الوقت أو بعدها. فتوصَّل إلى الحل الشرير، الذي يجعله دائمًا متمكنًا من الإنسان، الإنسان الذي كان وقتها برأسان وجسمين ملتصقين، يحمل الجنسين داخله؛ فكان حل زيوس أن يُقسم الإنسان إلى اثنين ويجعل كل طرف منه في مكان مختلف عن الآخر، فتكون قضية الإنسان الأولى أن يبحث عن نصفه الآخر، عن ذاته التي تاهت منه، ويترك الألوهية لأصحابها، أما هو فيظل معذَّبًا عمره ليجد رفيق روحه. هكذا كان الإنسان كاملًا وتم تشتيته حتى لا يكون إلهًا، فكانت المعاناة جزءًا من حياته اليومية، والألم كان نتيجة تطلعه إلى الألوهية. الرجل الأسود، أو هكذا أحب أن أسميه، وهذا لا يعود إلى لون بشرته مطلقًا ولكن...